بالصور المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد تنهي مقاطعتها للمصريين بسبب نظام مبارك
أنهت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، مقاطعتها المصريين التي امتدت منذ أواخر التسعينيات من القرن الماضي بسبب انتقادها النظام الحاكم في مصر؛ بحضورها احتفالاً بمناسبة الذكرى الـ59 لثورة 23 يوليو، في مقر السفارة المصرية بالجزائر.
وعبرت المناضلة عن عظيم إعجابها بثورة 25 يناير المصرية التي أسقطت حسني مبارك. وقالت بنبرة حادة إن أرواح شهداء هذه الثورة ستضيء الوطن العربي كله، وستنهي عهودًا طويلة من الظلم والقهر في المعمورة العربية.
وقالت الثائرة، على هامش حضورها حفل السفارة المصرية للمرة الأولى منذ التسعينيات، حسب صحيفة “الشروق” الجزائرية، الأربعاء 27 يوليو/تموز 2011- إن إعجابها الشديد بشباب الثورة المصرية يقابله حزن لا يوصف على من فدى كرامة وعزة وحرية المصري بدمه وروحه.
وأضافت الخارجة عن صمتها إن الشعبين المصري والجزائري تربطهما منذ القِدم علاقات تاريخية؛ فالشعب المصري كان على مر العقود مع الثورة الجزائرية المجيدة، ولا يمكن للشعب الجزائري أن ينسى هذه التضحيات وما فعلته ثورة 23 يوليو في سبيله.
ولأن بوحيرد كانت في حضرة المصريين، وبينهم راحت تعبر وبعمق غير معهود منها عن مدى إعجابها بالشعب المصري بأطيافه؛ توقفت في هذا المقام عند السينمائي الراحل يوسف شاهين، على ضوء حلول الذكرى الثالثة لوفاته التي تصادف اليوم الأربعاء 27 يوليو/تموز، ولأنه أيضًا أخرج فيلم “جميلة بوحريد” عام 1958 الذي جسدت فيه الفنانة ماجدة قصة كفاحها ضد الاستعمار الفرنسي.
وقالت بشأنه، إنه لن يعوض مرة أخرى، والعالم العربي فقد مخرجًا كبيرًا استطاع تجسيد كثير من قضايا وكفاح أمته العربية، مشيرةً إلى أنها أرسلت عقب وفاته برقية عزاء إلى أسرته في مصر، عبرت فيها عن مدى حزنها بفقدان هذا المخرج العالمي.
وأضافت أن الفنانة ماجدة نجحت بشكل منقطع النظير في تجسيد شخصيتها وكفاحها ضد الاستعمار الفرنسي؛ لكونها فنانة كبيرة وصاحبة موهبة كبيرة.
وحرص العشرات من المصريين والأجانب المشاركين في حفل ذكرى ثورة 23 يوليو الذي أقيم في حديقة السفارة المصرية بالعاصمة الجزائرية؛ على التقاط الصورة التذكارية مع المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد التي حرصت على حضور الاحتفال منذ بدايته وحتى نهايته، وسط حفاوة وترحيب كبيرَيْن من السفير عز الدين فهمي سفير مصر إلى الجزائر وأعضاء السفارة وعميد الجالية المصرية سميح السيد.
ووُلدت جميلة بوحيرد عام 1935 في حي القصبة بالجزائر العاصمة، وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها؛ فقد أنجبت والدتها 7 أولاد. وكان لوالدتها التأثير الأكبر في حبها الوطن؛ فقد كانت أول من زرع فيها حب الوطن. وعندما اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 انضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها، ثم التحقت بصفوف الفدائيين.
وكانت بوحيرد أولى المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي. ونظرًا لبطولاتها صارت المطاردة رقم واحد. وعندما قُبض عليها عام 1957 عقب إصابتها برصاصة في الكتف، حُكم عليها بالإعدام، وحُدد يوم 7 مارس/آذار 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار، واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بعد أن تلقت ملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم؛ ما جعل قوات الاحتلال الفرنسي تؤجل تنفيذ الحكم، ثم عُدِّل إلى السجن مدى الحياة. وبعد تحرير الجزائر خرجت جميلة بوحيرد من السجن وتزوجت محاميها الفرنسي.
No comments:
Post a Comment