أخيرا تفاصيل مقتل سعاد حسني  : خططوا للتخلص منها بدس المخدرات في شقتها..الأقدار ساقتها للوصول إلي مسرح الجريمة قبل إنهاء المهمة فتم اغتيالها

أخيرا تفاصيل مقتل سعاد حسني : خططوا للتخلص منها بدس المخدرات في شقتها..الأقدار ساقتها للوصول إلي مسرح الجريمة قبل إنهاء المهمة فتم اغتيالها

عن الموضوع
أخيرا تفاصيل مقتل سعاد حسني  : خططوا للتخلص منها بدس المخدرات في شقتها..الأقدار ساقتها للوصول إلي مسرح الجريمة قبل إنهاء المهمة فتم اغتيالها إبلاغ عن خطأ

تقييمات المشاركة : أخيرا تفاصيل مقتل سعاد حسني : خططوا للتخلص منها بدس المخدرات في شقتها..الأقدار ساقتها للوصول إلي مسرح الجريمة قبل إنهاء المهمة فتم اغتيالها 9 على 10 مرتكز على 10 تقييمات. 9 تقييمات القراء.
السندريللا : خططوا للتخلص منها بدس المخدرات في شقتها..الأقدار ساقتها للوصول إلي مسرح الجريمة قبل إنهاء المهمة فتم اغتيالها


عقارب الزمن ذات رتم ثابت.. أما في عالم المخابرات والأجهزة الأمنية العالمية فإن عقارب الزمن تسير بسرعة البرق باعتبار أن هذه الأجهزة من المفترض فيها أنها تعمل ليل نهار من أجل حفظ أمن واستقرار البلاد ومكافحة الإرهاب والاغتيالات وغسيل الأموال والتجارة المحرمة سواء المخدرات أو السلاح.
ومن بين هذه الأجهزة لمع اسم «سكوتلانديارد» أحد أخطر الأجهزة الأمنية علي مستوي العالم بعد الـFPI أو المباحث الفيدرالية الأمريكية إن لم يكن أخطر منها.






وعلي الرغم من قوة وخطورة هذا الجهاز في حفظ الأمن داخل بريطانيا إلا أنه حير العالم كله من خلال معالجته الهزيلة لعدد من القضايا التي كانت تهم الرأي العام العالمي، والعربي علي وجه الخصوص، ولعل أبرزها مقتل السندريللا سعاد حسني واغتيال أشرف مروان بنفس الطريقة وفي نفس الحي.. وفي كل مرة فإن التصنيف النهائي للقضية يحمل خاتم «الفاعل المجهول» وكأن «سكوتلانديارد» أراد أن يرسخ مبدأ «الجريمة الكاملة» وأنها من الممكن أن تتحقق علي أرض الواقع بفضل هذا الجهاز.. وهذا ما يتعارض مع ما أكده جميع الخبراء الأمنيين بأن الجريمة الكاملة غير موجودة وأن الجناة لابد أن يتم الكشف عن هويتهم مهما طال الزمن ومهما كانت كفاءتهم في إخفاء الحقيقة والهروب من العدالة.


وبعد هذه الأحداث المثيرة التي تمت في ملعب «سكوتلانديارد» فقد بات من المؤكد أنه لا أحد يستطيع أن يفك طلاسم بعض الألغاز سوي أجهزة المخابرات ذات الكفاءة العالية أو أي شخص عمل داخل هذا الجهاز واطلع علي أسراره وكشف كل كواليسه خاصة أن «سكوتلانديارد» شهد العديد من قضايا الفساد، ولعبت لغة المال دوراً كبيراً في كثير من الأحيان.
قصص الانحراف بدأت من مكاتب الأمن الخاصة التي تتعاون مع أجهزة الأمن داخل الدولة، وهذه المكاتب رغم أنها حققت نجاحات مهمة في قضايا السرقة وإعادة بعض الرهائن المختطفين إلا أنها لم تسلم من اختراق الفساد لجدرانها، فقد قررت هذه المكاتب الاستعانة بخبرة بعض الخارجين من «سكوتلانديارد» من المقالين والمفصولين لأسباب أخلاقية أو قضايا فساد، وهذا ما كان يحدث في مصر تماماً عندما كان بعض رجال الأعمال البارزين يقومون بالاستعانة ببعض مطاريد أمن الدولة في مؤسساتهم ليستفيدوا من خبراتهم الأمنية ويعطوا ظهورهم لفسادهم مثلما حدث في قضية «السكري» ضابط أمن الدولة المفصول والمتهم في قضية قتل الفنانة سوزان تميم.. المهم أن الوضع في «سكوتلانديارد» لا يختلف كثيراً فمن لا يفسد في الجهاز يجد فرصته في مكاتب الأمن الخاصة، ولا يخطر ببال هؤلاء أن هذه العناصر من السهل أن تقبل بمهام قذرة وهو ما يطلق عليه «العمليات السوداء» والمقصود بها الاغتيالات.. أو «العمليات الحمراء» وهي تجارة الرقيق الأبيض أو «العمليات الرمادية» وهي الأخطر والمقصود بها هنا تلفيق بعض القضايا.. أما التجارة الرابعة فهي ما يطلق عليها «تجارة الموت» والمقصود بها تجارة السلاح بخلاف عمليات غسيل الأموال وتهريب النفايات القذرة لدول العالم الثالث.



«الموجز» فتحت عن غير قصد ملفات تحمل خاتم «الفاعل مجهول» حيث حصلت علي العديد من الأسرار المهمة والخطيرة كان «سكوتلانديارد» هو البطل الأول فيها.. أيضاً سنزيح الستار عن العديد من العلاقات الغامضة، سواء علاقة هذا الجهاز الخطير بالإخوان في لندن أو علاقته بالرئيس المخلوع حسني مبارك ورجاله، وحقيقة علاقته بتوريط الدكتور ممدوح حمزة في قضية التخطيط لاغتيال شخصيات مهمة في مصر، وعلاقته أيضاً بمقتل أشرف مروان وسعاد حسني وملابسات الحادثين.. وهل تعرف هذه الأجهزة الكثير عن مصر أكثر من أهل مصر أنفسهم، وهل حقاً تعرضت مصر لتهريب نفايات قذرة ومواد مشعة ودفنها بأراضيها؟!.. كل هذه كانت علامات استفهام سنحاول تحطيمها لنكشف أسراراً جديدة تنشر لأول مرة في الصحافة.

أشرف مروان
لن نغوص في سطور أرشيفية لنعرف الرجل، فباختصار شديد بدأ أشرف حياته في أحضان عائلة عبدالناصر وتزوج ابنته وكان قريباً من السلطة وصناعة القرار في ذلك الحين، وقيل إنه في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات أسندت إليه بعض المهام المخابراتية التي أشاد بها كل الوطنيين واستطاع أن يلعب دور العميل المزدوج بين مصر وإسرائيل بمنتهي البراعة إلا أن الحقيقة المؤكدة أن كلمة النهاية كانت في ملعب تجارة السلاح.
كل هذه حقائق مسلمة ولكن لماذا تم اغتيال أشرف مروان بعد هذا العمر الطويل بهذه البشاعة وفي عاصمة الاغتيالات الجديدة «لندن»؟!
تبدأ القصة عندما ذاع صيت الرجل في عالم تجارة السلاح علي المستوي الدولي وقدرته الفائقة علي إتمام الصفقات الناجحة بين بعض الدول، مما سمح له باختراق جميع الحواجز والاطلاع علي العديد من الأسرار التي كان من الممكن أن يعجز عنها أعظم أجهزة المخابرات علي مستوي العالم، بما في ذلك علاقته المباشرة وغير المباشرة بشبكات المافيا العنكبوتية، ومن هنا بدأت كلمة النهاية، فهؤلاء ولاؤهم لمن يدفع أكثر حيث علم أشرف مروان أن رجال المافيا حصلوا علي تمويل ضخم لإتمام عملية اغتيال الرئيس الأمريكي جورج بوش، وأن عملية الاغتيال ستتم من خلال أجهزة مدفعية وقنص صغيرة سيتم تثبيتها علي إحدي العمارات «ناطحات السحاب» ويتم توجيه ضربات قاصمة لطائرة الرئيس.. لم يكذب مروان خبراً وارتدي عباءته القديمة في عالم المخابرات وخلع عباءة تجارة السلاح لدقائق وعلي الفور قام بإبلاغ أصدقائه في الـCIA الذين اتخذوا تدابيرهم بعد أن تأكدوا من صحة المعلومات وقيل وقتها إنه تمت حماية طائرة الرئيس الأمريكي من خلال استخدام غاز جديد يخرج مع الوقود ويصدر الأشعة فوق الحمراء ويعزل الطائرة في طبقات الجو العليا ويحميها من أي ضربات صاروخية بدائية أو متطورة.
لم يكن مروان يعلم أن إنقاذه رأس بوش سيكون ثمنه غالياً وهو حياته وعندما علم رجال المافيا بخيانة مروان لهم وولائه للولايات المتحدة والـCIA قرروا التخلص منه تحت سمع وبصر «سكوتلانديارد» الجهاز الصديق الحميم للأمريكان الذي تحكمه لغة المال والهوي ويهز الفساد جميع أركانه.. والغريب أن الرئيس المخلوع مبارك كان علي علم بالقصة كاملة وسرعان ما خرج وحليفته إسرائيل يتفاخر كل منهما بمروان وبأنه قدم خدمات جليلة للوطن، وبالطبع فإن ذلك كان بهدف إرضاء الولايات المتحدة وأصبح ملف مروان يحمل خاتم «سري للغاية» ويرفع شعار «ممنوع الاقتراب أو التصوير».

السندريللا
عاشت الفنانة الراحلة سعاد حسني، سندريللا السينما المصرية والعربية، حياة تعيسة وانتهت حياتها نهاية درامية أكثر تعاسة وفور تعرضها للاغتيال اختلفت التكهنات والاستنتاجات إلا أن الأمور كانت مختلفة تماماً في كواليس أجهزة التحقيقات علي أرض الموت وعاصمة الاغتيالات.. ورغم محاولات البعض الترويج بأن السندريللا كانت تمر بظروف نفسية سيئة ربما تكون قد دفعتها للانتحار إلا أن هذه المحاولات جميعها باء بالفشل، فالرأي العام لا يقبل بهذه التكهنات خاصة أن وعملية الاغتيال نفذت في وقت لاحق وبنفس الطريقة مع أشرف مروان وشخصيات أخري.. والغريب أن هذه الأجهزة التي تنفذ العمليات لا تخجل من ذلك وقامت بتنفيذ الجريمة أكثر من مرة وفي نفس الحي السكني.
وقد بدأ مخطط اغتيال الراحلة سعاد حسني عندما حاولت العودة للحياة العامة، فقد علمت السندريللا بقدوم الصحفي والإعلامي عبداللطيف المناوي فطلبت من بعض صديقاتها في لندن تحديد موعد معه في أحد المطاعم بـ«وول ستريت» وفور علم المناوي لبي الدعوة بكل ترحيب ولم يكن يعلم أنه سيكون المعاون الأمين لملك الموت الذي سيقبض روح السندريللا.
طلبت سعاد من المناوي معاونتها في أمر مهم، ويتطلب السرية التامة، وهو كتابة مذكراتها الشخصية التي ترصد العديد من الأسرار وجزءاً مهماً من تاريخ مصر بعد الثورة، وأكدت أنها سوف تقوم بنشر هذه المذكرات فور الانتهاء منها وبعدة لغات، والأدهي من ذلك أنها أسرت للمناوي أن هناك دار نشر عالمية ستتولي هذا المشروع بعد الانتهاء من كتابته، وطلبت من عبداللطيف أن يرشح أحد الزملاء الكُتاب أو الصحفيين البارعين في هذا المجال للقيام بهذه المهمة وصياغة هذه الأسرار بشكل يليق بشخصيتها وتاريخها وتاريخ الشخصيات التي تناولتها في مذكراتها والتي لا تخلو من الفضائح بالطبع.. خرج المناوي من هذه الزيارة لا يصدق عقله من هول ما اطلع عليه من أسرار تعتبر بمثابة مادة دسمة لأي صحفي أو إعلامي إلا أن هذا كان لا يشغله كثيراً فهناك أبواب أخري يستطيع أن ينفذ منها ويحقق مكاسب أفضل ربما تصعد به إلي مقاعد المقدمة في مجاله المهني بالإضافة إلي كسب ود الباب العالي ورجال النظام المباركي في ذلك الوقت.
ولأن «موافي» أو صفوت الشريف هو حامل أختام هذا الملف منذ البداية قرر المناوي اللجوء إليه وإعطاءه هذا الهدية ليكون السلم السحري الذي يصعد منه إلي قلب «الهانم» سوزان مبارك، مفتاح المجد الذي سيحقق كل أحلامه ويختصر له العديد من سنوات عمره.
وبالفعل انطلق «موافي» ونقل الأمر برمته لسوزان التي أهدي لها من قبل شرائط فاضحة لزوم «كسر عين» بعض أسر الملوك والأمراء العرب، وبما أن مذكرات سعاد ستبطل مفعول هذا السلاح الفتاك الذي تملكه سوزان وتجعل من هذه الشرائط ورقة ضغط محترقة فقد ثارت في وجه صفوت وطلبت منه التصرف بسرعة وقالت بالنص: «الموضوع ده لازم ينتهي وبأي تمن».
وعلي الفور أصدر جنرال الساقطات الأوامر لرجاله خارج مصر بإعداد خطة محكمة للتخلص من السندريللا في أسرع وقت وقبل خروج هذه المذكرات للنور.. أما المفاجأة ذات العيار الثقيل في هذا الملف فهي أن خطة التخلص من السندريللا لم يكن مقرراً لها الاغتيال، بل قيام رجلين وامرأة بالدخول لشقة الفنانة الراحلة ودس كمية من المخدرات «الهيروين»، وتلفيق قضية لها وهو ما يكفل لهم إسكاتها للأبد، وبالفعل بدأ الجزء الأول من الخطة إلا أن الصدفة والأقدار كانت أقوي من أي مخططات، وتوجهت سعاد إلي شقتها لأمر مهم أثناء وجود فرقة الإعدام، فكان لزاماً عليهم التخلص منها بالإلقاء من النافذة لتسقط السندريللا وتتطاير أسرارها في الهواء الطلق تبحث عمن يلملمها رغم أن جميع الخيوط وأكثر من ذلك تتوافر لدي «سكوتلانديارد» لكن لغة المال تفعل كل شيء في بلاد الثلوج والمليارديرات.
خرج الجميع فائزين من هذه المذبحة إلا السندريللا التي دفعت حياتها ثمناً لمجرد تفكيرها في العودة للحياة مرة أخري.. أيضاً بنات جيلها ـ أمثال الفنانة نادية لطفي ـ استوعبن هذا الدرس القاسي وأصبن بالفزع والرعب فهن يملكن من الأسرار والعلاقات الخاصة الفاضحة مثل سعاد وأكثر من ذلك.
أما فريق الفائزين فعلي رأسهم «موافي» الذي قدم خدمة جليلة للهانم، والنجم الجديد في عالم العمليات القذرة «عبداللطيف المناوي» الذي قبض الثمن بالفعل وهو الصعود السريع وركوب كرسي قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون، ذلك المنصب الذي تمناه عتاة الصحافة المصرية إلا أن عبداللطيف كان سباقاً بتقديم أوراق اعتماده علي جثة السندريللا وأصبح من المخلصين للوطن وأبرز المقربين فيما بعد للوزير السابق أنس الفقي «شماشرجي» الهانم.

ممدوح حمزة
أما الضحية الثالثة وليس الأخيرة من ضحايا المؤامرات المحبوكة بين نظام مبارك و«سكوتلانديارد» فهو المهندس العبقري ممدوح حمزة مما يؤكد أن لغة المصالح جعلت من هذا الجهاز مندوباً سامياً لرجال مبارك في بلاد السحاب وعاصمة المال والأعمال «لندن».
بدأت القصة بأحقاد شديدة من رجال مبارك تجاه الرجل الذي حقق نجاحات مهمة وعلامات بارزة في بريطانيا مما جعله شديد القرب من الأسرة المالكة هناك وكانوا يلقبونه بـ«المهندس العبقري»، وكانت سهام الغدر عابرة للقارات ولم تكتف بما فعلت بالرجل داخل مصر فهو خبرة معمارية عالمية إلا أنه أدرك مبكراً أن مصر دولة طاردة للمواهب فقرر أن يحقق ذاته خارج البلاد إلا أن زميله وغريمه منذ سنوات الدراسة المهندس محمد إبراهيم سليمان كان يرمق الرجل عن بُعد بنظرات الحقد والغيظ، فمكاتبه أصبحت الأشهر والأهم علي مستوي العالم وأصبح عدم تنفيذه مشروعات داخل مصر علامة استفهام كبيرة لدي الجميع، وكانت الحرب بين الطرفين باردة في بادئ الأمر إلا أنها سرعان ما تحولت إلي معارك ضارية وعلي المكشوف خاصة بعد أن تعمد حمزة في السنوات الأخيرة كشف عورات مشروعات سليمان وفساده وإهداره ملايين الجنيهات علي مشروعات تتكلف أقل من ذلك بكثير، خاصة مشروعات البنية التحتية، ولم يكتف حمزة بذلك فقط بل عرض من خلال مكاتبه تنفيذه هذه المشروعات بأقل من هذه الأسعار واتهم سليمان بحصوله علي عمولات من وراء هذه المشروعات.. وفي هذا التوقيت حرص سليمان علي تستيف أوراقه إلا أنه كان مقتنعاً بأنه لابد من إسكات حمزة لأن العيار الذي لا يصيب «يدوش».
وكالعادة كان رجال الدولة في «سكوتلانديارد» جاهزين وفي انتظار إشارة البدء لتقليم أظافر الفرعون المصري الذي بهر العالم.. وقدم رجال العمليات القذرة قائمة من الاقتراحات والاتهامات الكفيلة بالتخلص من هذا الرجل للأبد حتي استقر بهم الحال علي توجيه الاتهام لحمزة بالتخطيط لاغتيال شخصيات سياسية مصرية بارزة منهم الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المنحل والمحبوس حالياً علي ذمة قضية «موقعة الجمل»، وصفوت الشريف، ومحمد إبراهيم سليمان وإحداث فوضي في البلاد.
وفجأة استيقظ الشارع الإنجليزي علي فاجعة كبري فالمهندس العبقري ممدوح حمزة متورط في التحريض علي اغتيال شخصيات مهمة داخل مصر وكأن الرجل قد تحول إلي جهاز إجرامي عابر للقارات ويستطيع اغتيال صُناع القرار في مصر.. أصابت القضية الجميع بالذهول بل تعرف رجال الشارع البسيط لأول مرة علي شخص ناجح وبارع في مجاله خارج مصر لم يعتد أحد علي سماع اسمه في وسائل الإعلام وهو الدكتور ممدوح حمزة الذي أصيب بهزة نفسية في بادئ الأمر إلا أنه سرعان ما انقلب السحر علي الساحر وبات موقف سليمان ضعيفاً في هذه القضية والبلاغات الكاذبة ضد المهندس الثائر في بلاد الثلوج.
انتقل الشعور بالخوف من دفة حمزة إلي قلب إبراهيم سليمان وشعر أنه قام بتحضير عفريت ولا يستطيع أن يصرفه وتصاعدت الأحداث في ذلك الوقت وعندما علم مبارك بهذه التفاصيل غضب بشدة وقام بتوبيخ وزير الإسكان عندما كان يقوم بافتتاح أحد المشروعات وكاد يطيح به بعد هذه الأحداث لولا تدخل عمر سليمان وانطلقت الشائعات بعدها لتؤكد أن الوزير الفاسد يرتبط بصلة قرابة مع عمر سليمان رغم أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة.
ولم تقتصر علاقات «سكوتلانديارد» علي هذه القضايا فقط فقد استطاع الجهاز أن يلعب دوراً مهماً في إخفاء بيزنس النظام السابق وإحاطته بسياج من السرية التامة.. والغريب أن الجهاز كان يلعب مع النظام وخصومه أيضاً، فقد استطاع خدمة مصالح جماعة الإخوان المسلمين داخل لندن للدرجة التي جعلت الجماعة تشعر في مكاتبها هناك بالأمان والحرية الكاملة في الحركة أكثر من الدول التي ولدت الجماعة من رحمها، مثل مصر في عهد الرئيس المخلوع، وهذا ما يؤكد حقيقة مهمة وهي أن «سكوتلانديارد» يلعب مع الأوراق الرابحة التي تحقق له مكاسب وتجلب المال للوطن.
ولم تقتصر خدمات الجهاز أيضاً علي الاغتيالات أو تجارة الرقيق الأبيض واللعب لحساب بعض أجهزة المخابرات الأخري وتلفيق الاتهامات أو جرائم غسيل الأموال بل برعوا في حقبة الثمانينيات والتسعينيات في تجارة من نوع آخر، وهي الأخطر، وتتمثل في تجارة التخلص من النفايات القذرة حيث حرصت بريطانيا وفرنسا علي رسم خريطة للدول المتقدمة وأخري علي التوازي للدول التي تنتمي للعالم الثالث بحيث يتم التخلص من نفايات الدول الصناعية المتقدمة في سلة مهملاتها وهي الدول النامية التي تحولت إلي فئران تجارب بالنسبة لهؤلاء.. وبالفعل تؤكد المؤشرات أن هناك عمليات تخلص من نفايات قذرة ومواد مشعة تمت علي أرض مصر والصومال بواسطة طائرات سويسرية وعلي وجه التحديد في الصحراء الشرقية، وقد وقع اختيار «سكوتلانديارد» والأجهزة الأخري علي سويسرا للقيام بهذه المهمة باعتبارها الدولة الوحيدة التي لم توقع علي اتفاقية حظر استخدام النفايات القذرة في أغراض تضر بصحة الإنسان.
ولايزال العرض مستمراً في قضايا الفساد التي تهز أركان هذه الأجهزة القذرة من حين لآخر.


المصدر : الموجز

No comments:

Post a Comment